Looking For Anything Specific?

Header Ads

الواسواس القهرى وعلاجه

 الوسواس القهري
 هو اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءًا من الوعي والشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر، أو أن تسيطر فكرة ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها. كما يعرّف الوسواس القهري بأنّه فكر متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته، رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته؛ ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به يلاحظ تكرار هذه الأفكار أو الممارسات بشكل دوري وعلى فترات طويلة نسبياً، ومن أمثلتها غسل اليدين أو عدّ الأشياء أو تفحّص قفل الباب والشبابيك، كما يندرج تحت الأمثلة أيضاً الصعوبة التي قد يواجهها البعض عند التخلّص من الأشياء ورميها خارجاً. عادةً ما تؤثّر هذه الأفكار والعادات والممارسات سلباً على الحياة اليومية للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب حيث تستلزم منهم ما يفوق الساعة في اليوم الواحد للقيام بها بشكل دوري. تترافق مع ممارسات الاضطراب الوسواسي القهري عادة تشنّجات لاإرادية واضطرابات القلق وزيادة في خطورة احتمالية حدوث انتحار] لا تزال أسباب الاضطراب الوسواس القهري غير معروفة بالشكل الكامل من الناحية البيولوجية؛ على الرغم من وجود عوامل وراثية مؤثّرة. أمّا العوامل النفسيّة فتتضمّن سجلّاً من التعرّض إلى إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو أي حوادث أخرى مسبّبة للتوتّر النفسي المرضي

معدل  الاصابه
يصيب الاضطراب الوسواسي القهري حوالي 2.3% من الناس في مرحلة معيّنة من حياتهم ويكون معدّل الإصابة في سنّ محدّد حوالي 1.2%، وهو اضطراب منتشر في كافّة أنحاء العالم من غير المألوف أن تظهر أعراض الاضطراب بعد سنّ الخامسة والثلاثين، في حين أنّ حوالي نصف الناس الذين لديهم مشاكل بسببه، كانت قد ظهرت لديهم الأعراض قبل سنّ العشرين؛  كما تتساوى نسبة الإصابة به بين الرجال والنساء

العادات القهريه
يقوم بعض المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري بممارسة عادات وطقوس قاهرة لأنّهم يشعرون وبشكل غير قابل للتوضيح أنّ عليهم القيام بذلك، في حين أنّ البعض الآخر يقومون بتلك العادات القاهرة لأنّ ذلك يخفّف من حدّة القلق المصاحب لأفكار معيّنة متدخّلة على الذهن. يمكن للمصاب أن يشعر أنّ هذه التصرّفات ستقوم بشكل ما بمنع حدث مخيف من الوقوع، أو أنّها ستدفعهم للتفكير بأمر آخر غير ذلك الحدث. على أيّ حال، فإنّ التعليل الذي يقدمه المصاب حول الدوافع غالباً ما تكون لها خصوصية ذاتية بشكل كبير، أو أن تكون غير واضحة المعالم، ممّا يؤدّي إلى بؤس وانزعاج واضح للمصاب وللمحيطين به. يعتمد الناس على العادات القاهرة من أجل الهروب من الأفكار الوسواسية، رغم أنّهم يدركون أنّ الراحة الناجمة عن هذه الممارسات ما هي إلا حالة مؤقّتة، وسرعان ما تؤوب تلك الأفكار المتدخّلة على الذهن قريباً.

من أمثلة العادات القاهرة المصاحبة للاضطراب الوسواسي القهري كلّ من سحج وكشط الجلد الشديد وهوس نتف الشعر وقضم الأظافر، بالإضافة إلى الاضطرابات السلوكية القاهرة الأخرى ضمن الطيف الوسواسي القهري التي تؤثّر بشكل متكرّر على البدن.[2] من العادات القاهرة الشائعة أيضاً الإفراط في غسل اليدين والتنظيف وفي تفقّد الأشياء (مثل قفل الباب) أو السؤال المتكرّر عن الأشخاص والاطمئنان عنهم تختلف العادات القاهرة عن العرّات أو التشنّجات اللإرادية مثل الملامسة أو الحكّ أو التربيت؛  كما تختلف عن اضطراب الحركة التكراري مثل قدح الرأس وأرجحة البدن، والتي عادةً هي ليست بتعقيد العادات القاهرة لكنها لا تنشأ بسبب الوساوس. على الرغم من ذلك يوجد صعوبة بالتفريق بين العادات القاهرة والتشنّجات اللاإرادية المعقّدة؛ إذ أنّ التداخل والارتباط بينها يصل في بعض الأحيان إلى نسبة 40% من المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري
كما ينبغي التفريق بين العادات القاهرة وبين الممارسات العادية اليومية المتكرّرة كالهوايات مثلاً، وذلك يعتمد حسب مضمون السلوك بحدّ ذاته. فعلى سبيل المثال فإنّ ترتيب أقراص الـ DVD لساعات عدّة هو أمر يمكن تصوّره لشخص يعمل في متجر أقراص فيديو، ولكنه سيُنظر إليه على أنّه أمر شاذّ بخلاف ذلك، كأنّ تقوم به ربّة منزل مثلاً. بعبارة أخرى فإنّ الهوايات عادةً ما تجلب الكفاءة لحياة الأشخاص، في حين أنّ العادات القاهرة تخرب ميزانها.[25] بالإضافة إلى القلق والخوف المصاحب للاضطراب الوسواسي القهري فإنّ استنزاف الوقت أحد الأمور التي تزعج المصابين، إلى حدٍّ يصعب فيه على المرء أن ينجز في عمله وأن يؤدّي واجباته العائلية وأدواره الاجتماعية


العلاج النفسي
من وسائل العلاج استخدام أسلوب التعرّض و منع الاستجابة، وذلك مثلاً بتفحّص قفل الباب مرّة واحدة ثم المغادرة.

يعد أسلوب العلاج بالتعرّض من وسائل العلاج النفسي للاضطراب الوسواسي القهري، وخاصّة طريقة التعرّض و منع الاستجابة، التي تتضمّن تعليم الشخص أن يكون بتماس مباشر عمداً مع المواقف التي تولّد الأفكار القاهرة والمخاوف من غير أن تدفعه إلى القيام بالعادات القاهرة المقترنة مع الوساوس، وذلك بشكل تدريجي إلى أن يتمكّن من تحمّل الانزعاج والقلق جرّاء عدم ممارسة ذلك السلوك الطقوسيعلى سبيل المثال، في حالة شخص لديه وسواس قهري يخصّ أمر نظافة البيئة المحيطة، يتمّ أولاً دعوة الشخص إلى أن يمسّ غرضاً "متوسّط التلوث" (مثل منديل كان قد لمس منديلاً آخر كان على تماس مع نكّاشة أسنان كانت على تماس مع كتاب أتى من مكان "ملوّث" مثل المدرسة). تكون العملية بحدّ ذاتها حينئذٍ تعريضاً، أمّا منع الاستجابة فيكون بحثّه على عدم غسل يديه في تلك الحالة. كمثال آخر يكون فرضاً بترك المنزل وتفقّد القفل لمرّة واحدة (التعرّض) وذلك من غير العودة والتفحّص لمرّة ثانية (منع الاستجابة). بذلك يتعوّد الشخص بشكل سريع نسبياً على المواقف المولّدة للقلق ويكتشف كيف أن مستويات القلق ستنخفض بشكل كبير، وربّما تصل الأمور معهم بأريحية إلى أن يلمسوا شيئاً أو غرضاً "شديد التلوث" أو أن لا يتفقدوا قفل الباب بالمرّة.]
يعّد هذا الأسلوب في العلاج ناجحاً للاضطراب الوسواسي القهري في كثير من الحالات؛ إلّا أن بعض الباحثين شكّكوا به وانتقدوا جودة الدراسات الداعمة له حيث يشير البعض إلى ضرورة مزاوجة العلاج النفسي مع العلاج بالعقاقير نفسانية التأثير، على الرغم من دراسات راهنة لاحظت عدم وجود فرق في نتيجة علاج الأشخاص المصابين الوسواسي القهري إن كان بمزاوجة استخدام العقاقير مع العلاج السلوكي المعرفي أو باستخدام الأخير وحده.[68]
العلاج الدوائي
أقراص دوائية من عقار كلوميبرامين مغلّفة تحت الاسم التجاري "أنافرانيل Anafranil".

من المفضّل مزاوجة العلاجين النفسي والدوائي لمعالجة الاضطراب الوسواسي القهري، لذلك تأتي مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية كأسلوب علاج في الرتبة الثانية بالنسبة للبالغين المصابين بالاضطراب ذي الشدة المتوسّطة، في حين أنّها تأتي في المرتبة الأولى في الحالات الشديدة؛ أمّا بالنسبة للأطفال فيأتي العلاج بالعقاقير في المرتبة الثانية سواء أكانت الحالة متوسّطة أو شديدة الأثر، مع ضرورة المراقبة اللصيقة لأيّ آثار جانبية نفسانية.[64]

إنّ أكثر العقاقير الدوائية المستخدمة في علاج الاضطراب الوسواسي القهري هي مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية.[6] ومن الأدوية ذات الفعالية أيضاً عقار كلوميبرامين، والذي ينتمي إلى فئة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، إلّا أن له معدّلاً مرتفع نسبياً من الآثار الجانبية.[6] تبدي مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية نجاعة في علاج الاضطراب الوسواسي القهري، إذ أنّ نسبة الأشخاص المستجيبين للعلاج بها تبلغ حوالي ضعفي نسبة الأشخاص المعالجين بالغفل (بلاسيبو) يبرز أثر هذه النجاعة في كل من محاولات العلاج المستمرّة قصيرة الأمد (من 6 أسابيع إلى 24 أسبوع)، وبعد إيقاف الجرعات بعد فترة علاج طويلة (من 28 إلى 52 أسبوع)
 .

Post a Comment

0 Comments